قالت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الثلاثاء، إن مصر تعد لاستئناف مساعيها لإنهاء الانقسام الفلسطيني قريباً، في إطار مبادرة جديدة للمصالحة يجري إعدادها.
وأضافت أن الرئيس محمود عباس أعطى إشارات قوية إلى قرب عودة السلطة للعمل في قطاع غزة والإشراف على المشاريع الدولية فيه، كما عكست الشروطُ التي حددتها حركة حماس لقبولها المصالحة، هذا التوجه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية مطلعة، إن الجانب المصري يجري اتصالات مع حركتي فتح و حماس تمهيداً لعقد لقاء بين ممثلين عن الجانبين في القاهرة قريباً.
فيما قالت المصادر إن حماس اقترحت على الجانب المصري أن تتضمن المبادرة تشكيل حكومة جديدة، واستيعاب الموظفين الذين عينتهم الحركة، وعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وكان عضو المكتب السياسي لـ حماس" نائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية حدّد في مقابلة مع صحيفة "الرسالة" التابعة للحركة أمس، شروط استئناف المصالحة المجمدة منذ نحو ستة أشهر مع "فتح"
وقال الحية إن هناك محدديْن لهذه المصالحة، أولهما "البدء بـرفع كل العقوبات عن غزة"، والثاني يتمثل في "التوافق على عقد اجتماع مجلس وطني توحيدي... لتطبيق كل ما جرى التوافق عليه، من انتخابات عامة في التشريعي والرئاسي والوطني".
ونقلت "الحياة" اللندنية عن مصادر أيضاً ديبلوماسية غربية، إن عباس أبلغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف" استعداد السلطة للعودة إلى قطاع غزة والإشراف على المشاريع الدولية في القطاع، في حال أُزيلت العقبات.
وأعطى الرئيس الفلسطيني إشارات إيجابية إلى إمكان عودة السلطة للعمل في قطاع غزة، حيث استقبل المبعوث الدولي مساء الأحد بعد قطيعة استمرت شهورًا.
وقالت المصادر إن عباس رفض مراراً في الشهرين الأخيرين استقبال ملادينوف على خلفية دوره في مشاريع في غزة، الذي يرى أنها صممت لأغراض سياسية. لكن ملادينوف أكد لعباس أن هذه المشاريع ذات طابع إنساني، وأنها غير مرتبطة بالخطة السياسية الأميركية "صفقة القرن"، وأن السلطة غير مطالبة بدفع أي ثمن سياسي لها.
وتتعرض السلطة الفلسطينية إلى ضغوط سياسية ومالية أميركية للانخراط في "صفقة القرن". وقالت مصادر فلسطينية إن هذه الضغوط وضعت عباس أمام خيارين، إما العودة إلى غزة، وتالياً التعرض إلى ضغوط سياسية في مقابل توفير الأموال اللازمة لحل المشكلات الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر منذ 11 سنة، أو الانسحاب وترك القطاع مفتوحاً أمام خطط ومشاريع تحمل عناوين إنسانية، لكنها ذات مضامين سياسية تتصل بخطة أمريكا.
ولفتت المصادر إلى أن عباس وجد أن أفضل وسيلة للتصدي للمشروع الأميركي هو عودة السلطة إلى قطاع غزة، والإشراف على المشاريع الإنسانية وغيرها في القطاع.
وأوضحت الصحيفة أن عودة السلطة تتطلب تحركاً جديداً تجاه "حماس" التي تسيطر على القطاع، وهو ما يُتوقع حدوثه في المرحلة القريبة المقبلة.
وكان الرئيس أكد بحسب وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، لملادينوف أن القيادة الفلسطينية تواصل العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة تمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهماتها في قطاع غزة كما هي في الضفة الغربية.
وقال المبعوث الأممي إن "الأمم المتحدة تدعم بشكل كامل إنهاء الانقسام... وجهود القيادة الفلسطينية للعودة إلى غزة، لتتمكن الحكومة الفلسطينية من استلام مسؤولياتها هناك".
المصدر : الوطنية