قال المحلل العسكري الاسرائيلي "اليكس فيشمان"، إن نجاح الشباب الفلسطينيين بغزة في اختراق الجدار الفاصل سيخلف اكتر من مئة شهيد، حيث تتحدث "حماس" عن تجنيد واخراج مئات من المتظاهرين للمشاركة في مسيرات العودة يوم الجمعة القادم.

وأكد فيشمان في مقال له عبر "يديعوت احرونوت" اليوم الأربعاء، أن الشبان على حدود غزة من الصعب التحكم بهم، حتى "حماس" فقدت السيطرة عليهم، مضيفًا "الحديث بالجثث يبدو جنونًا، ولكن الطرفين "الفلسطيني والاسرائيلي" يتجهان نحو هذا الصدام، فهذه الأعداد لا تبدو غير واقعية لمن رأى الأحداث يوم الجمعة الماضي".

وتابع "حماس تقول بأنه في أيام الذروة للمواجهات، التي ستحدث يوم النكبة وفتح السفارة الأميركية في القدس، ستنجح في تجنيد مئات آلاف الاشخاص، في إسرائيل يقدرون بأنه رغم الجهد في الجانب الفلسطيني، لن تنجح حماس في أن تجند أكثر من مئة الف شخص".

وأوضح أنه في مسيرات العودة يوم الجمعة الماضية رغم المواجهات  العنيفة واقتحام الجدار في عدة أماكن، لم يقتل أي فلسطيني، وذلك لم يكن صدفة فالجيش يبذل بالفعل جهودًا جبارة لتخفيض كمية المصابين بالنار الحية باستثناء حالات شاذة.

وأكد أن الجميع يستعد للانفجار الذي سيقع الأسبوع القادم، وكأن الحديث يدور عن قدر محتم، والمنظومة الأمنية الإسرائيلية منشغلة جدا بأحداث يوم 15 ايار.

ويتوقع الجيش يتوقعون سيناريويهن محتملين الأول: كمية المصابين في الجانب الفلسطيني تخلق وضعًا لا تقدر فيه "حماس" على لجم الذراع العسكري، ومن ثم اندلاه مواجهة عسكرية، قد تتطور الى حالة حرب جديدة في القطاع.

أما الثاني: بعد انفجار الـ 15 ايار، والذي يبدو أنه لم يعد ممكنًا منعه، ستظهر في الساحة مبادرة سياسية–اقتصادية تعطي جوابًا للحصار.

وأشار إلى أن الحديث يدور حول تنفيذ الخطة التي بادر اليها منسق أعمال الحكومة في المناطق في السابق بمباركة الحكومة، والتي تجند مجموعة من الدول التي تبدي الاستعداد منذ الان لتنفيذ مشاريع بنية تحتية في القطاع بحجم غير مسبوق في مجال المياه، المجاري والكهرباء، فيما يوفر تدفق الأموال حلًا تشغيليًا لسكان القطاع وبصيص نور للمستقبل.

وأردف أنه وحتى اليوم كل مسيرة إعمار غزة مرت عبر آلية مرتبطة بالمؤسسات الدولية وبالسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن الدول الاوروبية والولايات المتحدة ليس لها أي قدرة على العمل مباشرة مع "حماس" في القطاع طالما كان المفتاح في يد الرئيس عباس.

ودعا الحكومة الإسرائيلية أن تتخذ قرارًا مصيريًا حول السماح بنشاط انساني في القطاع واستثمار مئات ملايين الدولارات، من خلال آليات تتجاوز السلطة الفلسطينية، قائلًا "لا يبدو أن هذه الحكومة مبنية لذلك".

ووصف ما يحصل من أواخر شهر ابريل الماضي بـ"الجنون" الذي قد يفرض الحل، حيث تنقل "حماس" لإسرائيل رسائل أنها معنية بهدنة، وهناك من يرغب بالحديث عن الهدنة فيها، إلا أن مضمون الهدنة قيد الدراسة.

وأكد أن إسرائيل غير مستعدة للحديث مع "حماس"، أما مصر فمستعدة، ولعل هذا هو الوقت لتجاوز السلطة الفلسطينية، لإعطاء احتمال للحوار الذي قد ينجح في وقت يدور فيه الحديث عن حرب ضد غزة.

المصدر : الوطنية