باندفاع كبير ينطلق طلبة المرحلة الابتدائية في مدارس قطاع غزة، بعد سماعهم صوت جرس "الفورسة" إلى المقصف لشراء وجبتهم الصباحية وحاجياتهم المتنوعة والتمتع بـأجمل 20 دقيقة في الدوام المدرسي.
ويحاول العاملون في المقصف التعامل مع الأعداد الكبيرة من الطلبة التي تقبل عليهم في تلك اللحظة، في محاولة منهم لبيع كمية الوجبات التي أعدوها منذ ساعات بدء الدوام المدرسي.
ويقول هؤلاء إنهم يحاولون الالتزام بكل الشروط التي تضعها إدارة التعليم لكسب ثقة أهالي الطلاب وجعلهم يعتمدون بشكل كبير على ما يقدمونه في المكان الأكثر حساسية في المدرسة.
وفي المقابل، يفضل بعض أولياء أمورٍ قابلتهم الوطنية تناول أطفالهم لوجبة الإفطار في المنزل، لعدم ثقتهم بما أسموه "صحة الوجبات" وما يقدمه المتعهد لأطفالهم، لا سيما "الشيبس – والسكاكر".
وأكد هؤلاء أن ثقتهم في متعهدي المقاصف مُتدنية، مطالبين وزارتي الصحة والتعليم بزيادة متابعة المقاصف بشكل دوري وعرض نتائج المتابعة لأولياء الأمور.
وانطلاقًا من المسؤولية الاجتماعية، أجرى فريق الوكالة الوطنية للإعلام، جولة تصوير سرية على 25 مقصفًا مدرسيًا موزعة على محافظات قطاع غزة كافة، وأظهرت تفاوتاً في نظافة المقاصف والتزام العاملين بالزي الرسمي المُدرج ضمن لائحة الشروط التي تفرضها وزارة التربية والتعليم من جهة و"أونروا" من جهة أخرى.
كما كشفت الجولة تدنيًا في مستوى الاهتمام لدى بعض متعهدي المدارس بما فيها السماح لبعض الطلبة بالعمل لديهم، وأخرى اهتمامًا والتزامًا كبيرين بذلك.
وأُجريت الجولة بشكل عشوائي على المدارس الموزعة كالتالي: 4 مدارس في محافظة رفح، و6 مدارس في خانيونس، و4 مدارس بالمحافظة الوسطى، ومدينة غزة 6 مدارس موزعة بين شرق المدينة وغربها، وشمال القطاع 5 مدارس.
ويقول محمود الأشقر متعهد مقصف إحدى مدارس الأونروا إن هناك رقابة شديدة عليه من قبل المدرسة وإدارة التعليم، مشيراً إلى أنها تراقب جودة الأطعمة والمواد التي تباع للطلبة بشكل شبه يومي.
ويضيف الأشقر أن "النظام الذي تتبعه إدارة المدرسة مع المتعهدين تكاملي، ويتكون من جهودنا وجهود منسق المدرسة واللجنة الصحية وذلك لصحة وسلامة الطلاب".
واتفق متعهد إحدى مدارس الحكومة كمال الشن مع زميله الأشقر حول نظام المراقبة، حيث أكد أن النظام المتبع في المدارس الابتدائية "تكاملي" وموحد.
وتعتمد "أونروا" على لجنة صحية مكونة من مجموعة من المعلمين وأولياء الأمور برئاسة مدير المدرسة، للإشراف بشكل صارم على نظافة المقاصف ومتابعة المتعهدين. بحسب مسؤول الصحة المدرسية في مدارس "أونروا" رفيق محسن.
ويتم الإشراف على مقاصف المدراس في "أونروا" بـ 3 مجالات، وهي "العاملين، مبنى المقصف، المواد الغذائية المعروضة".
وحول أداة التقييم التي تتبعها "أونروا" للمقاصف أوضح محسن، أن اللجنة الصحية تُقيّم نظافة المقصف بزيارات رسمية بمعدل 4 مرات في الأسبوع على الأقل، وبزيارات مفاجئة وغير رسمية، مشيرًا إلى أن هناك قائمة بالمواد المسموح بيعها وقائمة بالمواد غير المسموح بيعها، عبر بوستر مُعلّق في كل مدرسة.
وكشف محسن، أن سبب منع بيع بعض الأطعمة والمشروبات "محلية الصنع" يأتي من باب الحرص والحفاظ على صحة وسلامة الطلبة وليس عداءً للمنتج الوطني، مؤكدًا أن المدرسة تسمح بإدخال المنتج الوطني الجيد وذو الجودة العالية.
واقترحت الوزارة بأن يتم ترخيص هؤلاء الباعة من قبل وزارة الصحة والاقتصاد وعمل صناديق صحية لهم، وفق مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم تيسير الشرفا.
وقال الشرفا إنه لم تسجل أي حالات تسمم بالمدارس منذ عام 2003، مشيراً في حديثه للوطنية أن أولياء الأمور لديهم مفهوم خاطئ عن "التسمم المدرسي".
وأوضح أن " التسمم في حال تم بالمدرسة فإنه يصيب عشرات الطلبة لأنهم يأكلون من نفس المقصف ويشربون من نفس مصدر المياه".
وعرض الشرفا بعض الشروط التي تتبعها الوزارة ويلتزم بها ضامن المقصف أهمها، "شهادة خلو من الأمراض" و"الزي الرسمي" " و"قفازات اليدين".
وشدد على أن هدف الوزارة الجوهري هو مصلحة الطالب، مؤكداً أن الإخلال بالشروط سيؤدي إلى إنهاء العقد مع المتعهد.
بدورها، قالت منسقة الصحة في مدرسة القاهرة الأساسية (ب) للبنات رواء الجاروشة إن عملها كمنسقة صحة بالمدرسة يتطلب منها مراقبة متعهدي المقصف من حيث النظافة الشخصية والالتزام بالزي المدرسي "المريول" وتاريخ صلاحية الأطعمة التي تباع، بالإضافة إلى المواد الغذائية التي تستخدم في المقصف مثل "زيت القلي وخلطة الفلافل".
وتمنت الجاروشة خلال مقابلتها مع "الوطنيـة"، على وزارة التعليم بأن تمنع بيع "الشيبس" وبعض أنواع السكاكر في المدارس لاسيما الفترة الصباحية لأسباب عدة.
المصدر : عبدالله المنسي / أسيل حنون