ناقش مختصون وسياسيون وكتاب في مدينة غزة، ورقة بحث أستاذ العلوم السياسية والباحث مهند مصطفى التي جاءت تحت عنوان "بنية النظام السياسي والانتخابي في إسرائيل وآثاره على القرارات تجاه القضية الفلسطينية.

وجاء هذا اللقاء الذي ركز بشكل أساسي على نظام الكتلة المهيمنة في النظام الإسرائيلي، بتنظيم من مؤسسة "بال ثينك" للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع المركز الفلسطيني  للدراسات الاسرائيلية "مدار"، ومجموعة فلسطين للتفكير الاستراتيجي، ومجموعة "اكسفورد"، ضمن مشروع "بناء القدرات الاستراتيجية للمؤسسات الرسمية والأهلية في فلسطين".

واستضيف خلال اللقاء، معد الورقة مهند مصطفى أستاذ العلوم السياسية والباحث في مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية برام الله عبر السكايب لاستعراض ومناقشة أبرز ما تناولته ورقته.

وقال مدير مؤسسة "بال ثينك" عمر شعبان خلال كلمته، إن الورقة تتناول موضوع جديد وذو أهمية عالية"، مؤكداً ضرورة التركيز على الآثار المنعكسة على الشعب الفلسطيني من تشكل الكتلة المهيمنة بإسرائيل.

وأضاف شعبان أن اللقاء يأتي في سياق التنسيق مع مركز "مدار" لإعداد المزيد من الأوراق البحثية من الباحثين على المستوى المحلي والإقليمي بشأن القضية الفلسطينية من منظورها الإسرائيلي والدولي.

وأوضح أنه سيتم عرض تلك الأوراق عام 2020، في إطار الوثيقة الاستراتيجية لدولة فلسطين.

واستعرض الباحث مصطفى أثناء استضافته في اللقاء عبر تقنية "السكايب"، محاور ورقته المرتبطة بالنظام الانتخابي الإسرائيلي، وتأثير ذلك على عمل الحكومة الإسرائيلية بشكل عام، وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني بشكل خاص.

وأشار إلى مرحلة الكتل المهيمنة وهي مرحلة جديدة تبلورت في العقد الأخير، حيث أن الكتلة الحزبية المهيمنة "كتلة اليمين" هي الوحيدة القادرة على تشكيل حكومة من خلال أحزاب يمينية، وهذا يعني أن ما يسمى المعارضة لا تستطيع أن تشكل حكومة دون الاستعانة بأحزاب تحسب على اليمين.

وعن تأثير نظام الكتل الحزبية المهيمنة والمسألة الفلسطينية، قال إن تبلور هذا النظام ساهم في انتقال اليمين من مرحلة السيطرة إلى مرحلة الهيمنة على النظام السياسي الإسرائيلي.

وأضاف قائلاً:" أن اليمين الإسرائيلي العلماني منه والديني تمكن من إعادة تجديد منظومته السياسية والفكرية في العقدين الماضيين، بحث تجول مشروعه إلى المشروع المهيمن في المشهد الإسرائيلي لا سيما فيما يتعلق المسألة الفلسطينية".

وتابع:" ﺍﺩﺧﻠﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ أﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻧﻔﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ أﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﻫو ﺍﺗﻔﺎﻕ أﻭﺳﻠﻮ ﻭﺣﺴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.

وقال: "إن ما يحدث بالنظام السياسي الإسرائيلي هو تمهد لنشأة حزب مهيمن وإسرائيل تتجه نحو تشكل نظام سياسي مبني على الهيمنة".

من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي توفيق أبو شومر، معقباً على الورقة إنه من الضروري الإجابة على أن هذه النقلة من الحزب المهيمن الى الكتلة المهيمنة هي أمر عشوائي أم سياسة اسرائيلية منظمة".

وبحسب أبو شومر، فإنه في البداية ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳاً ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺿﻤــﻦ ﺍﻟﺨﻄــﺔ ﺍﻻﺳــﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ  الإﺳــﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓــﺔ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، أوضح "أﻧﻪ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ  ﻭ ﺳﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳــﺔ أﻭ ﻗﺪ ﺗﻘــﻮﺩ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣــﺪﺓﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻴﻐــﺔ ﺍﺧــﺮﻯ ﺗﺨﺘﻠــﻒ ﻋــﻦ ﺍﻟﻜﺘﻠــﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺠﺮ أﻫﺪﺍﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ.

من جهتها، عقب الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب على الورقة البحثية، قائلاً:" كمتابع جيد للشأن الاسرائيلي أرى أن النظام السياسي يتجه للكتلة المهيمنة وهذا فعليا متحقق الآن".

كان من المفترض أن تناقش الورقة البحثية طبيعة تحولات النخب في المجتمع الإسرائيلي خاصة في ظل تطور الثقافة الشعبية، التي تحولت من الاعتماد على الأشكنازية العمالية إلى نخب استيطانية متدينة وشرقية وأدت إلى الوصول إلى الكتلة المهيمنة لليمين الإسرائيلي، وفق حبيب.

نوه حبيب إلى أن اليمين يسعى إلى امتلاك مفاتيح مؤسسات الدولة وخاصة الاعلام والقضاء وهناك معارك طاحنة بين هذه الكتلة للاستيلاء على هذه المؤسسات.

وافتتح باب النقاش والمداخلات للحاضرين بالجلسة الذين أجمعوا على أن المجتمع الإسرائيلي منذ أن تأسس وهو في تطور نحو اليمين.

وأعرب الحاضرون في مداخلاتهم عن أهمية الورقة البحثية التي تعمق دراسة النظام السياسي الإسرائيلي وتوجهه نحو اليمين والهيمنة.

 وشددوا على ضرورة دراسة العوامل التي أدت الى تطرف المجتمع الإسرائيلي، وضرورة دراسة انزياح هذا المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين.

وفي الختام قال مهند  مصطفى إنه يجب  فهم المشروع "الصهيوني" الى أين يذهب والواضح أن إسرائيل بكل التحولات السياسية الموجودة فيها هدفها تمدد المشروع الصهيوني والدولة تكون أداة لذلك.

وشدد على ضرورة دراسة ما الذي ساهمه الفلسطيني في هذا التحول، وما الذي علينا فعله لمواجهة ما يدور داخل إسرائيل.

المصدر : الوطنية