أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، أن حركته مستعدة للذهاب لأي مكان في حال فشلت المصالحة الفلسطينية، من باب جديتها ورغبتها في استعادة الوحدة الوطنية وبنائها من جديد.
وقال العاروري:" نحن مستعدون لتقديم تنازلات جديدة في الخارطة الداخلية الفلسطينية، ولكن ليس فيما يتعلق في صراعنا مع الاحتلال أو المس بثوابتنا الوطنية"، مشيرًا إلى سياسة حماس ثابتة منذ الانقسام فيما يتعلق بموضوع المصالحة.
وشدد خلال حديثه لفضائية "القدس" مساء اليوم السبت، على أن المصالحة يجب ألا تتناقض مع مبادئ حماس وثوابتها الأساسية التي تؤمن بها وتعتبرها قواعد ثابتة في تحصيل حقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة عليها، رافضاً تقديم تنازلات تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن وفد "فتح" في لقاءات القاهرة قال لوفد حماس حرفياً:" أنكم جئتوا للمصالحة لأن غزة دون كهرباء ومياه وحالتها المعيشية سيئة، حيث أزعجه ذلك وقتها.
وعن سبب فشل المصالحة في كل مرة؟، قال:" الأخوة في حركة فتح غير قادرين أو مستعدين لتطبيق المصالحة بالمعايير التي تخدم الرؤية الوطنية التي تقاوم الاحتلال وتواجهه من خلالها".
وبحسب ما ذكره العاروري، فإن السبب الآخر للفشل متعلق بأمريكا وإسرائيل لأنها لا تخدمهما وتريدان استمرار الانقسام سياسياً وميدانيًا.
وتابع:" نحن نقول لشركائنا في الوطن، تعالوا نشكل منظومة فلسطينية واحدة تمثل الكل الفلسطيني، لأن الخطر الذي تواجهه القدس والضفة الغربية من تهويد وزيادة في الاستيطان، والسيطرة على المقدسات أكبر بكثير من الخطر المحدق بغزة".
فيما يتعلق بدعوات عقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، قال إن حماس لم تتلق أي دعوة رسمية بهذا الخصوص، بل أنها تلقت دعوة شفوية، مضيفاً:" نحن نريد من المجلس أن يتخذ قرارات جادة في ظل الوضع الخطير الذي تعيشوه القضية الفلسطينية وعلى رأسها إلغاء اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل والاتفاق على برنامج وطني واحد".
وتطرق العاروري لملف أسرى جنود الاحتلال، حيث أكد أنهم جاهزون لإنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة برعاية أي وسيط دولي، لكن إسرائيل لا تتحرك بهذا الاتجاه.
وحول علاقة حماس مع الدول العربية، قال العاروري:" حماس الحركة الوحيدة التي تواجه الكيان الإسرائيلي في فلسطين والمنطقة، مخاطباً تلك الدول:" أعفونا من أن نكون جزءًا من صراعات المنطقة، يجب أن يحظى الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة بدعم هذه الأمة".
وبين أن قاعدة حماس التي وصفها بالذهبية مع الدول العربية والإسلامية تبنى من خلال القضية الفلسطينية.
وحول علاقة حماس بإيران، أوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن العلاقة قائمة على أساس أنها الدول الوحيدة التي تقول إن إسرائيل دولة سرطان ويجب قلعها من المنطقة، وهي الوحيدة المستعدة لدعم المقاومة.
وأشار إلى أن الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام لم يتوقف حتى في ظل اختلاف الرؤى السياسية مع إيران، وهو مؤشر على جديتها في مواجهة الاحتلال، كما قال.
وأضاف:" أن ما تقدمه إيران من دعم للمقاومة، هو دعم حقيقي ومركزي وجوهري لقيام واستمرار وفعالية المقاومة، مجيباً على سؤال متى هاجمت إيران إسرائيل؟، قائلاً إن هناك من يدعم إسرائيل ليل ونهار ، بينما وجدنا أن إيران دعمت المقاومة في لبنان حتى اخرجت الاحتلال منه.
ووصف العاروري العلاقة مع حزب الله بأنها "ممتازة" للغاية، لافتاً إلى أن بعض دول الخليج أساءت لحماس دون التعمق في هذه النقطة.
المصدر : الوطنية