كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، عن ملابسات مباحثات المصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة التي نشرت بنودها في بيان ختامي يوم الخميس الماضي بالاتفاق على ملفين من أصل ستة، الأول إجراء الانتخابات العامة خلال عام والثاني حسم ملف الحريات العامة.
وفي حوار مع موقع "سبوتنيك"، قال البردويل إن اللغط لم يكن في الاجتماع الأول للفصائل بالقاهرة الثلاثاء الماضي، بل قبله بثلاث أيام حين حضر رئيس جهاز المخبرات الفلسطينية ماجد فرج لقطاع غزة وتمنى على حركة حماس تأجيل مناقشة ملفات المصالحة، وأن تتم المباحثات بين حركة فتح وحماس دون الوساطة المصرية".
وتابع حديثه:" أكد فرج لرئيس حماس في غزة يحيى السنوار أن فتح تستطيع مع حماس الوصول لاتفاق دون وساطة خارجية وحتى دون حضور باقي الفصائل الفلسطينية؛ لأنها تشوش وتزيد من تعميق المشاكل، هذا مضمون عرض ماجد فرج".
وأوضح أن حماس رفضت طلب فرج واعتبرته تنصلا من المصالحة وأن الفصائل الفلسطينية يجب أن تحترم، لافتاً إلى أنهم أبلغوا القيادات المصرية بتفاصيل عرض فرج، ولكن الجانب المصري لا يريد حدوث تشنجات وأن تبقى زمام الأمور في يده.. "فقالوا لنا احضروا الاجتماع ونحن سنتعامل في هذا الأمر"، بحسب البردويل.
وبحسب البردويل، فإنهم استفسروا من فرج حتى لا يخضعوا إلى التحليلات، فقال لهم الأخير "نحن في السلطة الفلسطينية نمر بظروف سيئة جدًا، الولايات المتحدة الأمريكية تضغط علينا وقد أغلقت مقر منظمة التحرير في واشنطن، والإسرائيليون يهددون بقطع أموال الضرائب عنا، إذا مضينا في طريق المصالحة، ونحن لا نستطيع أن نواجه".
وأضاف:" هكذا كان رد ماجد، فردت حركة حماس، بأن الشعب الفلسطيني وقياداته يتعرضون للضغط منذ 70 عاما، وتساءلنا ما الذي جد لنضيع فرصة وطنية من أجل ضغوط إسرائيلية، إسرائيل هي العدو والولايات المتحدة لا يمكن أن تكون نزيهةً، بالتالي لا يمكن أن نخضع لشروط هذا المنطق".
وأشار إلى حماس جلست مع كل الفصائل الفلسطينية ووضعتهم في الصورة، وقد رفضوا هذا الأسلوب وأصروا على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الرابع من مايو/ أيار 2011، حيث لا يوجد وقت زائد للتهريج السياسي، على حد تعبيره.
وقال ممثل حماس في جلسات حوار القاهرة : " في الاجتماع الأول بدأ عزام الأحمد رئيس وفد فتح بالقاهرة، يقول إن حماس لم تمكن حكومة الوفاق في قطاع غزة، وكان هناك عبارات جيدة من وكيل المخابرات المصرية اللواء مظهر حين سأل الأحمد "ما المعوقات التي واجهتكم أعطني مثالا؟"، فارتبك الأحمد وقال "وزارة التعليم كانت تريد تعين ١٥٠ موظفا وحماس رفضت" فرد اللواء مظهر "ماذا حدث بعد ذلك؟"، فأجاب الأحمد "تم حل المشكلة وتم تعينهم"، فقال اللواء مظهر "إذًا قد حلت المشكلة لماذا تعتبرها معوقات"، فرد الأحمد "لأنها يمكن أن تتكرر".
وأجاب على سؤال هل يوجد مؤسسة أو هيئة محددة رفضت حماس تسليمها لحكومة الوفاق؟، قائلاً:" العكس تمامًا، السلطة هي من رفضت أن تتسلم وزارة الخارجية في القطاع، وقالت نحن لا نريد مكتبًا لوزارة الداخلية في القطاع ولا نريد موظفين، وهذا نعتبره في حركة حماس نوعًا من الاستفزاز".
وحول العقوبات التي لا زال يفرضها الرئيس على غزة، أوضح أنه جرى مناقشة هذا الملف في الاجتماع الأول للفصائل يوم الثلاثاء الماضي، لافتاً إلى أن فتح رفضت أن تسمى هذه العقوبات بل إجراءات من أجل عودة قطاع غزة للشرعية.
وتابع:" فقلنا له "غزة عادت"، فرد الأحمد "هذا غير كافٍ"، وأوضح أن حركة فتح لا تريد مواصلة اتفاق المصالحة، وهناك ضغط من الفصائل الفلسطينية والسلطات المصرية ولذلك وافقت فتح على مضض بأن يتم بحث رفع العقوبات وفقًا لجدول زمني، الخلاصة أن التأجيل قد حدث".
لجنة من المخبرات المصرية
وأشار البردويل أن حماس عرضت تشكيل لجنة فلسطينية من الطرفين للمراقبة وتحديد هوية المقصر، بعدما قال الأحمد إنه لم يتم تمكين الحكومة في قطاع غزة.
وأوضح أن المخابرات المصرية" تدخلت وقالت لا ستكون اللجنة من جانبنا وستكون من ثلاث ضباط سيراقبون المرحلة، بالتالي لم يستطع أن يرفض مقترح المخابرات المصرية، في الحقيقة إسرائيل تعبث في جهود المصالحة والجانب المصري لا يستطيع أن يضغط بشكل كبير على الجانبين الأمريكي والإسرائيلي ويحاول أن يظل مهيمنًا على عملية المصالحة، باعتبارها مصلحة قومية مصرية".
وأردف عضو المكتب السياسي لحماس:" كنا نعلم أن حركة فتح لا تريد مواصلة حوار المصالحة، وإن المخابرات المصرية تضغط وستبقي شعرة معاوية قائمة بين الأطراف، وقد تم الاتفاق على التقاء الفصائل الفلسطينية في الأول من شباط لمتابعة الملفات التي تضمنها البيان الختامي".
المصدر : الوطنية