جدد الرئيس محمود عباس التزامه الكامل بحل الدولتين، مؤكدًا أن البديل لحل الدولتين هو نظام فصل عنصري إسرائيلي شبيه بالذي كان قائمًا في جنوب أفريقيا. 

وأكد الرئيس خلال استقباله في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وفدًا من المتضامنين البريطانيين، الذين ساروا على الأقدام أكثر من 147 يومًا من بريطانيا إلى القدس المحتلة، تنديدا بوعد بلفور في ذكراه المئوية ورفضا للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية أن فلسطين تقبع تحت نير النظام الفصل العنصري "الأبارتايد".

وأضاف الرئيس، إذا فشل حل الدولتين، ستصبح "إسرائيل" دولة فصل عنصري بشكل كامل.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يعول على أشخاص أمثالكم لدعم شعبنا، وتعزيز صموده للاستمرار في نضاله السلمي من أجل إنهاء الاحتلال، "وإننا على ثقة انكم تدركون بأننا الشعب الوحيد في العالم، الذي ما زال يرزح تحت نير الاحتلال العسكري الاجنبي، والمستمر منذ 50 عاما الماضية".

 وتابع: في الأيام القليلة الماضية، سافرتم عبر أنحاء فلسطين، وحظيتم بفرصة رؤية كيف يعيش شعبنا، ويعاني تحت الاحتلال الاسرائيلي، وعلى الرغم من ذلك، فإن شعبنا ما زال مصرا على بناء فلسطين، دولتنا ومجتمعنا، شعبنا يقدر الحياة ويصر على العيش بسلام مع جيرانه.

وأضاف، "لقد قطعتكم آلاف الاميال لتعربوا عن تضامنكم مع شعبنا، وتنقلوا رفضكم لوعد بلفور المشؤوم، لذلك تمثل زيارتكم، رسالة أمل إلى شعبنا بأنكم تقفون إلى جانبنا، في نضالنا من أجل الحرية والاستقلال".

وقال إن الشعب الفلسطيني على قناعة بأنكم أنتم من يمثل الشعب البريطاني بحق، وهو الشعب الذي لا يقبل الظلم التاريخي الذي ألحقه وعد بلفور بشعبنا.

وأكد تقديره للموقف النبيل لمجلس العموم البريطاني عندما طلب من الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين.

بدوره، قال مدير مؤسسة "أموس ترست" البريطانية منظمة الفعالية التضامنية، إن الوفد جاء اليوم من لندن إلى فلسطين سيرًا على الأقدام ليعتذر عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف، جئنا إلى فلسطين، لنقول لشعبها، نحن نعتذر بالنيابة عن حكومتنا وشعبنا جراء الظلم الذي وقع عليكم بسبب وعد بلفور، ولنؤكد رفضنا للاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية.

وأشار مدير المؤسسة البريطانية، إلى أن مؤسسته تشارك في بناء البيوت المدمرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، بالتعاون مع المؤسسات الشريكة الفلسطينية.

بدوره، قال مدير مؤسسة أمانة الأراضي المقدسة سامي عوض، إن مسيرة المتضامنين البريطانيين لفلسطين شملت 10 دول مر بها المشاركون، واستغرقت 147 يوما، شارك فيها 55 متضامنا بريطانيا ليعبروا عن اعتذارهم لشعبنا الفلسطيني عن مأساته جراء وعد بلفور الذي أصدرته الحكومة البريطانية قبل 100 عام.

وأضاف، المشاركون قطعوا 3300 كيلومتر سيرا على الاقدام، من لندن، واليوم وصلوا إلى رام الله، وستنتهي هذه الفعالية في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين.

وأشار عوض، إلى أن هذه الفعالية، التي ساهمت مؤسسته في تنظيمها بالشراكة مع المؤسسة البريطانية، جاءت انسجاما مع رسالة الرئيس محمود عباس الداعية لدعم المقاومة الشعبية السلمية في وجه الاحتلال الاسرائيلي.

حضر اللقاء، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار أبو عماره، والمشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ووفد من مؤسسة الكنائس من أجل السلام، ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أوزتورك يلماز.
 

المصدر : الوطنية