أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، اليوم الجمعة، عن الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا، بعد أن حاولت إسرائيل تعطيل هذا القرار ونسب الحرم الإبراهيمي لها.
وبعد صدور القرار، باتت مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي، ومع دخولها القائمة، أصبحت المدينة والحرم من المواقع المطلوب حمايتها دوليًا.
وصدر القرار بعد تصويت سري، بحسب طلب إسرائيل التي حاولت عرقلة القرار عن طريق تجنيد العديد من الدبلوماسيين، على رأسهم السفيرة الأميركية، نيكي هايلي، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد أن أيدت 12 دولة القرار وعارضته ثلاثة، فيما امتنعت ست دول عن التصويت.
وكانت إسرائيل بذلت جهدًا كبيرًا بالتنسيق مع سفيرة الولايات المتحدة لجعل التصويت سريًا، وهو ما اعتبره إسرائيل السبيل الوحيد لتحقيق الأغلبية، لكن نجاحها في جعل التصويت سريًا لم يتعكس على النتيجة، إذ صوتت أغلبية الدول مع القرار.
وتُعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام. وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلامية بعد مكة والمدينة المنورة والقدس.
ويعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدًا دينيا للمؤمنين والرحالة العرب والأجانب الذين أفاضوا في الحديث عنها وعن معالمها الدينية والحضارية وتقف المدينة التاريخية بهندستها المعمارية، المملوكية والعثمانية، والتي تم الحفاظ عليها وصيانتها، شاهدًا على حيوية المدينة وتعدديتها الثقافية على مر العصور.
وكانت وزارة السياحة والاثار وبالشراكة مع وزارة الخارجية وبلدية الخليل ولجنة إعمار الخليل، قد قدمت ملف ترشيح المدينة على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو بتاريخ 30/1/2017، قبل أن تتقدم بطلب رسمي بتحويل الملف من الحالة الاعتيادية إلى الحالة الطارئة في 21/5/2017 وذلك على إثر ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية على البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي ومحيطه حيث تم تدعيم هذا الطلب بتقارير فنية تؤكد مساس الاعتداءات بأصالة الموروث الثقافي الفلسطيني في المدينة، بالإضافة إلى المساس بالقيم الاستثنائية العالمية التي تم اعتمادها في إعداد الملف الفني للترشيح استنادا إلى المعيار الثاني والرابع والسادس لتسجيل مواقع التراث الثقافي ضمن معاير منظمة اليونسكو التي اعتمدها مؤتمر باريس الدولي تحت عنوان اتفاقية التراث العالمي للعام 1972.
المصدر : الوطنية