يوافق اليوم السبت الأول من تموز الذكرى الثالثة والعشرين لدخول الرئيس ياسر عرفات قطاع غزة قادماً من جمهورية مصر العربية، وذلك بعد توقيع اتفاق أوسلو.
وهذه المرة الأولى الذي يعود فيها الشهيد عرفات إلى الوطن بعد غياب قسري 27 عاماً وبانتظاره جماهير كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني.
ففي الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم كان المشهد تاريخياً، حيث تدافعت الحشود من كل الجهات على أبو عمار، وكانت الطريق مزدانة بالأعلام الفلسطينية وبصور عملاقة له.
كما اكتظ ميدان الجندي الـمجهول في غزة بعشرات الآلاف من المتعطشين إلى رؤيته، تسلق الشبان الأشجار والأسطح ليشاهدوا عن بعد أبو عمار الذي يرمز إلى الحرية والكرامة، وما أن ظهر على المنصة، حتى اندفعت الجماهير الفلسطينية، كموجة هائلة نحوه، محطما الحواجز، كاسرا سياج رجال الشرطة.
وتوجه عرفات بعد ذلك إلى مخيم جباليا الذي انطلقت منه الانتفاضة وقال هناك : " لنتحدث بصراحة، قد لا تكون هذه الاتفاقية ملبية لتطلعات البعض منكم، ولكنها كانت أفضل ما أمكننا الحصول عليه من تسوية في ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة".
وفي الثالث من تموز، انتقل عرفات من غزة إلى أريحا على متن طائرة مروحية، وخرج المواطنون لاستقباله بحماسة أعادت إلى الأذهان مشاهد غزة، فقد انهار حاجز الأسلاك الشائكة الـمزدوج الذي يحمي الـمنصة تحت ضغط الجماهير، وهتف عرفات مطولا مع الـمتظاهرين بـ"الروح بالدم نفديك يا فلسطين ".
ومن مقره في "المنتدى" بغزة، بدأ عرفات معركة بناء السلطة الوطنية وإقامة مؤسساتها، كان مكتبه شبيهاً بذلك الذي تركه في تونس، قاعة اجتماعات، ومكاتب، وغرفة ليقضي فيها قيلولته التي لا غنى عنها.
وأنهى حياته شهيداً في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2004، عقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة "المقاطعة"، رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.
المصدر : وكالات